الاثنين، 18 مارس 2013

كيف تغير حياتك وتحقق نجاح غير مسبوق

كيف تغير حياته وتحقق نجاح غير مسبوق
بيتر دانيلز رجل غير عادي
تبدو حياته كقصة من قصص الكاتب الأمريكي هوراشيو آلجر 
ولد بيتر دانيلز في استراليا لأبوين فقيرين كانا يتلقيان إعانات من صندوق الرعاية الإجتماعية . 
التحق بيتر بإحدى المدارس الإبتدائية الواقعة في مدينة إديليد باستراليا الجنوبية .
وبسبب ضعف في تحصيله العقلي فقد كان يجد صعوبة في فهم الكلمات وتكوين الجمل . 
ونتيجة لذلك كان المدرسون ينعتونه بالغبي دون أن يحاول أحد منهم الوقوف على الأسباب أو العوامل التي أدت إلى تأخره الدراسي إما لفرط إنشغالهم وإما لعدم اهتمامهم بدرجة كافية . 
بل إن الأمر قد وصل إلى إن إحدى المدرسات على وجه الخصوص واسمها مس فيليبس كانت تجعله يقف أمام تلاميذ فصله وتقوم بتوبيخه بقسوة قائلة له : 
" إنك ولد سيء ولن تصل إلى أي شيء أبدا " . 
وبالطبع فإن هذا قد أفقده احترام نفسه وتقديره إياها مما أدى إلى أخفاقه في دراسته تماما .
وقد إختار في بداية حياته بعد ذلك أن يصبح عامل بناء .
وبعد أعوام قليلة قرر أن يعمل لحسابه الخاص وكان آنذاك قد تزوج وأصبح ربا لأسرة صغيرة . 
فشل مشروعه الأول بشكل مثير للشفقة والرثاء وأصبح مفلسا في غضون عام . 
لم ينل هذا الفشل من عزيمته أو يثبط من همته فقد تراءت له فرصة أخرى فشحن جهده وطاقته لتحقيق النجاح من ورائها . ولكن كان نفس المصير في انتظاره وأصبح مفلسا للمرة الثانية في غضون عام ونصف . وبعزم وإصرار لا يلين على التغلب على هذه العقبات اندفع بيتر بجرأة إلى عالم الأعمال التنافسي لينتهي به الأمر إلى الفشل والإفلاس للمرة الثالثة . 
عند هذا الحد فقد أصبح لديه سجل حافل بالإخفاقات بتعرضه للإفلاس ثلاث مرات في غضون خمسة أعوام
عند هذا الحد 
فإن معظم الأشخاص كانوا ليرفعون الراية البيضاء 
ولكن ما كان بيتر دانليز ليصبح أحد هؤلاء ولسان حاله يقول : 
" إنني أتعلم ويكفيني أنني لم أرتكب أحد الأخطاء مرتين وبعد فهذه خبرة ممتازة " . 
التمس بيتر من زوجته روبينا أن تسانده وتقف الى جواره مرة أخرى 
ثم قرر أن يعمل في بيع العقارات السكنية والتجارية . 
كانت إحدى المهارات التي اكتسبها بيتر 
وقامت السنون بصقلها
هي قدرته على الإقناع
فقد كان مروجا بارعا وبالفطرة . 
وكان جانب كبير من هذه البراعة 
قد افرزته الحاجة إلى التعامل مع سيل لم ينقطع من الدائنين الذين كانوا يطالبونه بالسداد . 
وفي خلال السنوات العشر التي تلت ذلك 
أصبحت العقارات السكنية لا تذكر الا ويذكر معها اسم بيتر دانليز 
الذي استطاع من خلال الدقة في الإنتقاء 
والذكاء في التفاوض 
أن يمتلك أسهما وسندات تساوي ملايين الدولارات .
واليوم أصبح بيتر دانليز من رجال الأعمال المعروفين على المستوى الدولي 
وذلك لما أقامه من مشروعات ناجحة في الكثير من الدول في جميع أنحاء العالم . 
وأصبحت قائمة أصدقائه تضم أفرادا من العائلات المالكة ورؤساء الدول وكذلك المتحكمين الأساسيين في حركة التجارة العالمية . 
كما أنه رجل بر وإحسان وحريص على مساعدة الآخرين 
ويشهد قيامه بتمويل العديد من المؤسسات الخيرية على كرمه وجوده . 
وعندما سئل بيتر دانليز ما الذي غير حياته 
وجعلها تتحول من مديونية إلى نجاح غير مسبوق 
أجاب : 
" خصصت وقتا للتفكير . 
وفي حقيقة الأمر فإنني أخصص يوما واحدا كل أسبوع أتفرغ فيه للتفكير فقط . 
إن أروع الأفكار التي توصلت إليها والفرص التي أتيحت أمامي وكذلك ما أقمته من مشروعات مدرة للمال 
كل هذه الأشياء كانت بدايتها تلك الأيام التي أقتطعها من وقتي للتفكير . 
لقد كنت أحبس نفسي في حجرتي الخاصة 
معطيا أفراد أسرتي تعليمات مشددة بألا يزعجني أو يقاطعني أحد تحت أي ظرف من الظروف ." 
نفس هذه الإستراتيجية هي التي نجحت مع الفيزيائي الأمريكي الشهير البرت آينشتاين صاحب النظرية النسبية 
فقد كان يجلس على كرسيه الخاص ويمارس تأملاته 
كذلك فقد بدلت هذه الاستراتيجية حياة بيتر دانيلز 
ليتحول من تلميذ فاشل في دراسته إلى شخص يمتلك الملايين . 
وبالمناسبة 
فقد قام بيتر دانليز حتى الآن بتأليف العديد من الكتب الشهيرة 
كان عنوان أحدها :! Miss Phillips You Were Wrong
يذكر به مدرسته السابقة بألا تفقد الأمل في تلاميذها وألا تتخلى عنهم سريعا . 
ختاما : 
هل ترى الصورة الكاملة للأمور ؟ 
"الحياة التي لا نخضعها للدراسة والبحث ، لا نستحق أن نعيشها " سقراط . 
المصدر : كتاب قوة التركيز 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق