الجمعة، 8 يناير 2010

كيندل.. وداعاً للمكتبات ومعرض الكتاب

كيندل.. وداعاً للمكتبات ومعرض الكتاب

بقلم خالد منتصر 5/ 1/ 2010
سيضحك أحفادنا وأبناؤنا علينا بعد سنوات، وسيتهموننا بالجنون والعبط حين يشاهدون رفوف مكتباتنا، ويسمعون عن الأهوال التى كنا نعانيها لتوفير غرفة للكتب المكدسة أو تأجير عربة نصف نقل عند العزال لحمل أطنان كراكيب مكتباتنا، سيتندرون على معرض الكتاب وهم يزورونه فى رحلة مدرسية كأثر تاريخى فى شارع صلاح سالم، سيستلقون على قفاهم من الضحك عندما نسألهم عن شنطة المدرسة لأنهم لم يسمعوا بهذا الاسم الغريب، لسبب بسيط هو أن كل كتبهم الدراسية لهذه السنة والسنوات المقبلة والماضية ومراجعهم وقواميسهم قد صارت فى حجم كف اليد ككتاب إلكترونى اسمه !.
كندل


لو دخلت على موقع «أمازون» وهو أشهر موقع لبيع الكتب عبر الإنترنت ستجد هذا الجهاز العبقرى الذى أحدث ثورة فى عالم النشر الإلكترونى، كانت أهم هدية تبادلها الأمريكان لرأس السنة هذا العام هو «كيندل» الكتاب الإلكترونى المعجزة الذى سيحقق موقع أمازون منه مكاسب تقدر بمليار دولار هذا العام!، بحوالى 200 دولار وبجهاز وزنه ربع كيلوجرام وحجمه مثل كتب سلسلة «اقرأ»!،

تستطيع تخزين آلاف الكتب واستقبالها إلكترونياً من الموقع وتصفحها بسهولة، والمهم القراءة بطريقة مختلفة عن قراءة اللاب توب، فشاشة الإل سى دى العادية تضىء من خلف الشاشة فى اتجاه العين وهى بذلك مجهدة للعين مع الوقت الطويل، ولكن مع هذا الكتاب الورقى الكيندل أو السونى...إلخ، يختفى هذا العيب،

فالقراءة سهلة مثلها مثل قراءة الكتاب الورقى، ولذلك فمن المتوقع أن يهتز عرش الكتاب المطبوع، وتقل سطوة الناشرين حين يكون فى إمكان أى كاتب أن ينشر كتابه الخاص ويتبناه الموقع ويرسله إلى القارئ، وبالطبع إذا كان الكتاب مختلفاً والناشر مختلفاً فمن الطبيعى أن يختلف القارئ.

القارئ الإلكترونى نتاج طبيعى لهذه الثورة الإلكترونية، قارئ يحمل مكتبة فى جيبه، دون أسلاك سيقرأ أحدث الكتب والمجلات والمدونات، يشحن الكيندل كل أسبوعين وهذا معناه قراءة سهلة وميسرة على البلاج وفى الأتوبيس وفى محطة الانتظار، سيحملنا الكتاب الإلكترونى والحبر الإلكترونى والورق الإلكترونى إلى آفاق أرحب وعوالم أشمل وحياة أكثر حيوية وحرية.

أتمنى أن يوفر لنا معرض الكتاب المقبل جناحاً لهذه الكتب الإلكترونية، لا نطمح فى أن نشترى مثل الأمريكان لكن مجرد الفرجة لها ميزة، يكفى أن نعرف أن حرية تداول المعلومات صارت فرضاً لا يستطيع كائن من كان ولا هيئة أو مؤسسة، مهما بلغت سطوتها السياسية أو الدينية، أن تمنع أكسجين حرية التفكير، فالقارئ هو والكيندل فى غرفة من العالم الافتراضى يطلب كتابه بضغطة زر فتصله البضاعة عبر الإنترنت فيقرأ ويحلل ويتفاعل، ويصرخ وداعاً للمصادرة، ووداعاً للوصاية، واللعنة على كل الحواجز والأسوار والسجون.


جريدة المصرى اليوم
5/1/2010


كندل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق