الاثنين، 15 أبريل 2019

اسم الله ( الودود ) سبحانه وتعالى

اسم الله ( الودود ) سبحانه وتعالى 

الودود سبحانه وتعالى ابتدأ بحبنا قبل أن نبدأ نحن بحبه. ففي القرآن الكريم يقول عز وجل: ( يحبهم ويحبونه ) و ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) و ( تاب عليهم ليتوبوا ) في هذه الثلاث مواطن الله عز وجل قدم الحب وقدم الرضى وقدم التوبة.
الله سبحانه وتعالى لم يسمي نفسه حبيبا بل سمى نفسه ودودا. وهنا نميز بين الحب والود ، فالحب هو مكامن داخلية في قلب المحب. لكن الود هو الجانب السلوكي للحب ، الجانب الحركي للحب ، الجانب التطبيقي التنفيذي للحب. فمثلا قد تحب أحدا داخل قلبك لكنك إذا ابتسمت فهذا ود ، الابتسامة ود ، لأنها تعبير لما في داخلك. كذلك المصافحة والكلام اللطيف اللين فهي ود لأنها تعبر عن شيء في داخلك. 
لذلك قد نجد في المجتمع كثير من الناس الذي يحبون وقد يحبون بعمق لكن ليس لديهم القدرة على التعبير عن هذا الحب فليس لديهم القدرة على إظهار 

الود. وهذه من أكبر المشاكل بين الزوجين.


معنى آخر لاسم الله الودود أنه يضع الود بين المتحابين ويزرع الود في القلوب ولا يقدر على ذلك إلا الله جل في علاه. (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) وهذا ما يفسر ما نراه من تآلف وتأقلم ومودة بين الزوجين في وقت وجيز. لأن الله عز وجل هو الذي جعل المودة والرحمة ، والمودة في وقت الصفاء والرحمة في وقت المشكلات. 
الودود سبحانه وتعالى يتودد إلينا. أي الجانب الفعلي منه سبحانه وتعالى. يتودد إلينا بكل ما نراه من مظاهر الوجود فخلقنا ود ، جمالنا ود ، طعامنا ود من الله ، عقولنا ود من الله عز وجل ، الرحمة التي وضعها الله فينا ود منه سبحانه وتعالى ، أن أعطانا الذرية فهذا ود ، أن رزقنا العلاقات الطيبة بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين غيرنا ود من الله سبحانه وتعالى ، تسخير هذا الوجود كله تودد من الرب إلينا ، فعلينا أن ننظر إلى كل شيء في حياتنا بعين الود. أن الله سبحانه وتعالى يتودد إلينا بهذا. إذا نظرنا إلى الوجود بهذه النظرة فسوف نحترم ونقدر كل نعمة وكل عطاء وفضل إلهي. 
من وده سبحانه وتعالى أنه أحيانا إذا أحب عبدا ابتلاه ، ليرفع منزلته عنده ويعالجه ويطهره ( إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ).
الودود عز وجل ينفرد بود خاص في الآخرة سبحانه وتعالى ( لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ()وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ) في لحظات نكون فيها في أشد الحاجة إلى الحميم والصديق والأنيس لا يمكن أن يملئ قلوبنا سوى حب الله عز وجل. يقول سبحانه وتعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ). حين تتقطع العلاقات حيث لا حميم ولا صديق ولا قريب كل شيء يتلاشى ويظل الحب الإلهي الذي يغمرنا في تلك اللحظات. فالرحمن يجعل لنا ودا والرحمن يغمرنا برحماته حيث نكون في أمس الحاجة لهذه الرحمة الإلهية.
يجب علينا أن نتودد إلى الله وأن يكون حبه عز وجل في قلوبنا أشد من أي شيء آخر. ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ )
اللهم يا ودود... أنت الودود لا إله إلا أنت..
اللهم يا الله ، يا من ابتدأت بالحب ( يحبهم ويحبونه )..
اللهم اجعلنا يا أرحم الراحمين ممن أحبوك فأحببتهم.. 
وممن يا أرحم الراحمين أحببتهم فأحبوك..
يا رب السماوات والأرض اجعل لنا من لدنك ودا..
اجعل لأزواجنا من لدنك ودا.. اجعل لبناتنا من لدنك ودا..
اجعل لإخواننا وأخواتنا من لدنك ودا..
اجعل يا أرحم الراحمين لكل من كان له فضل علينا من لدنك ودا..
يا رب أحينا لك محبين.. وبك محبين.. وإليك راغبين مشتاقين..
اللهم يا الله المرئ مع من أحب.. أحببناك وأحببنا النبي صلى الله عليه وسلم..
وأحببنا الصحابة الكرام والصالحين من عبادك.. فاحشرنا معهم يا رب العالمين..
اللهم صب في قلوبنا حبك وصب يا أرحم الراحمين في قلوب أبنائنا وبناتنا حبك..
وصب في أفئدتهم حبك وإجلالك وإجلال أمرك يا أرحم الراحمين..
وحب شرعك وحب القرآن وتلاوته.. بفضلك ومنك وإحسانك يا رب العالمين..اللهم اجعل الود بيننا وبين أزواجنا.. وبيننا وبين أولادنا.. وبيننا وبين بناتنا..وبيننا وبين أرحامنا.. واجعل لنا من لدنك ودا.. يا أرحم الراحمين.

منقوول عن 
الشيخ إبراهيم أيوب - خادم أسماء الله الحسنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق