الأربعاء، 20 مارس 2019

أخيرا.... الكشف عن سر السعادة


كيف تزيد من سعادتك في عشر دقائق أو أقل؟؟؟
هل يمكن زيادة سعادة الفرد ؟ وإذا كان ذلك ممكنا، فكيف؟
غالبا ما يحصل الأفراد على الشعور بالرضا من مصادر مختلفة من الأصدقاء أو الموسيقى، أو ممارسة التدريبات البدنية، أو كسب النقود، أو العمل أو حتى ممارسة الجنس أو شرب الكحوليات،... إلخ.
وهناك العديد من الطرق لإدخال البهجة على الناس. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هو طول فترة التأثير، وهل كل الناس تناسبهم هذه الأساليب؟

هناك تجربة معملية مشهورة حيث يطلب من الأفراد أن يقرأوا، أولا في صمت ثم بصوت مرتفع، 50 أو 60 عبارة من قبيل أنا أشعر بأنني في حالة حسنة، أنا فرح جدا لما تسير عليه الأمور، محاولين أن يضعوا أنفسهم في الحالة المزاجية المقترحة. وثمة صيغة أخرى أحدث من هذا الأسلوب تسأل الأفراد أن يقضوا 20 ثانية بالتركيز في كل جملة من 21 جملة، وتستغرق العملية سبع دقائق في مجموعها، وأن يحاولوا أن يضعوا أنفسهم في الحالة المزاجية المقترحة. وأحيانا تكون العبارات حول الكفاءة وقيمة الذات، والبعض الآخر حول الحالات الجسمية المميزة للشخص. وليس هناك شك في أن هذا الأسلوب ينتج عنه حالة مزاجية إيجابية لدى كثير من الناس، ولكن التأثيرات تكون مؤقتة وتختفي بعد 10- 15 دقيقة. وبالإضافة إلى هذا لايتأثر على الإطلاق حوالي 30 إلى 50٪ من المفحوصين بهذا الأسلوب.
وقد استخدمت طريقة مشاهدة الأفلام على نطاق واسع لاستثارة الحالات المزاجية الإيجابية في دراسات
الانفعالات. وقد بينت البحوث أن التليفزيون يؤثر على الحالة المزاجية بطرق متعددة، منها إدخال الشعور بالبهجة. وقد قارنت إحدى التجارب بين أسلوب العبارات التحفيزية وبين مشاهدة خمس دقائق من فيلم مضحك . وقد كان لكل منهما تأثير بعدي مباشر، ولكن المفحوصين الذين تعرضوا لأسلوب العبارات التحفيزية عادوا إلى حالتهم الطبيعية بعد 10 دقائق، بينما ظل مفحوصو الفيلم في حالة مزاجية أكثر إيجابية لمدة أطول.
ودرس الباحثون طريقة أخرى وهي الاستماع إلى موسيقى مبهجة للنفس ثم تم سؤال المفحوصين أن يحاولوا الاندماج في الحالة المزاجية المبهجة. وتبين أن هذه الطريقة أيضا أكثر تأثيرا من طريقة العبارات التحفيزية. كما أنها تؤثر على جميع المفحوصين الذين أجريت عليهم التجربة وليس على بعضهم فقط.
وسؤال الناس أن يفكروا في حدث سار قريب العهد منهم كان له تأثير قوي سواء على الحالة المزاجية أو تقدير الشعور بالرضا عن الحياة. مع ضرورة أن يبذل المفحوصون بعض الجهد في سبيل ذلك. وفي إحدى النماذج الناجحة لهذا الأسلوب سئل المفحوصون أن يقضوا عشرين دقيقة في وصف "حدث سعيد" مر بهم بأكبر قدر ممكن من التفصيل . ويتزايد التأثير إذا أمكن استحضار صور عيانية حية للحدث  . وقد تبين من تجارب أن التأثير يتعاظم إذا قام الأفراد بذلك كل اثنين معا بحيث يذكّران بعضهما البعض عن الأحداث السعيدة . ويزيد التأثير أيضا إذا كانا أصدقاء وليسا غرباء، وإذا تحدثا وجها لوجه بدلا من أن يكونا بعيدين عن بعضهما البعض، مما يؤكد أهمية تعابير الوجه.
وأيضا إعطاء الفرد هدية صغيرة يضع الفرد في حالة مزاجية طيبة لبعض الوقت. ويؤدي تعريض الناس لخبرات نجاح مثل السماح لهم بالنجاح في عمل تجريبي أو إشعارهم بأنهم يؤدون بكفاءة إلى تحقيق حالات مزاجية إيجابية.
من الطرق الأخرى لاستثارة المزاج الحسن إعلان أخبار سارة، أو إجراء الاختبارات في غرف جذابة أو في يوم مشمس، أوحتى جعل الناس يبتسمون لدقائق قليلة، وفي النهاية مانخلص به فيما يتعلق بهذه الأساليب البسيطة لاستثارة الحالات المزاجية هو أنها لا تستمر لفترة طويلة، وتدوم لفترة من 10 إلى 15 دقيقة كحد أقصى. أما إذا رتبنا لحدوث خبرات سارة أكثر أهمية ومغزی، فربما استمرت الحالة المزاجية لفترات أطول. ومن الممكن استخدام أساليب استثارة الحالات المزاجية بصورة أكثر انتظامأ حتى تصبح عادة عادة، عندئذ سيكون تأثيرها أكثر دوامة.
ومن الطرق التي قد يحاول بها الناس إحداث حالات مزاجية أكثر إيجابية استخدام العقاقير والكحوليات وكما نعلم فإن الكحول يوإن كان يؤدي إلى حالة مزاجية إيجابية، ولكنه ، يمكن أن يسبب آثارة بعدية في غاية السوء، ويمكن أن يولد الإدمان.
ببعض النشاطات الصغيرة
وفيما يلي قائمة نببعض الشاطات السارة التي تؤثر على الحالة المزاجية طوال اليوم
·        التواجد مع أناس سعداء
·        جعل الناس يهتمون بما تقول
·        التواجد مع الأصدقاء
·        التقبيل
·        التعبير عن الحب لشخص آخر
·        المداعبة والمعانقة
·        التواجد مع من تحب
·        تناول القهوة أو الشاي أو المرطبات مع الأصدقاء
·        الاستماع إلى الراديو
·        رؤية أصدقاء قدامي
·        تقديم العون أو النصيحة لشخص أخر
·        الاسترخاء
·        التفكير في شيء جيد في المستقبل
·        التفكير في أناس أحبهم
·        مشاهدة مناظر جميلة
·        تنفس هواء نقي
·        الوجود في جو هادىء وساكن
·        الجلوس في الشمس
·        ارتداء ملابس نظيفة
·        الحصول على بعض وقت الفراغ
·        النوم العميق
·        الرياضة أو التدريبات البدنية
·        التردد على المسجد أو الكنيسة
·        الاستماع إلى الموسيقى
·         الابتسام للآخرين
·        حدوث أحداث سارة لأسرتي أو لأصدقائي
·        الشعور بوجود الله في حياتي
·        مشاهدة الحيوانات البرية
·        إنجاز مشروع ما بطريقة تفضلها
·        قراءة قصص و روايات أو قصائد أو مسرحيات
·        التخطيط لرحلات أو أجازات
·        تعلم عمل شيء جديد
·        الذهاب إلى مطعم وتناول طعام جيد
·        ملاعبة الحيوانات الأليفة
زيادة معدل أحداث الحياة الإيجابية:
إن الحالات المزاجية الإيجابية يمكن أن تنشأ كما ذكرنا سابقا عن نشاطات وأحداث سارة وقد يستمر أثر هذه الأنشطة والأحداث من حالة مزاجية إيجابية لبعض فترات اليوم، أو تمتد طوال اليوم لدى الكثير من الناس ولكن لم يثبت حتى الآن أنها تمتد إلى اليوم التالي.
ويمكن القيام بتسجيل الأحداث السارة من قائمة الأحداث السارة السابقة والحالة المزاجية اليومية لمدة شهر،. ثم اجراء تحليل لهذه الأحداث لاكتشاف أي النشاطات لها أكبر الأثر على الحالة المزاجية لكل فرد، ثم الحرص على ممارسة تلك الأنشطة بمعدلات أكثر
ويجب أن يشارك الشخص في هذه الأنشطة بإرادته وليس نتيجة ضغط خارجي. وتبين التجارب أن للنشاطات السارة تأثير كبير في خفض الاكتئاب إذا كانت مختارة بحرية تامة.
ويمكن الجمع بين العلاج بالقيام بالنشاطات السارة، والتدريب على المهارات الاجتماعية ومهارات توكيد الذات، فهي تتيح مزيد من الأحداث الاجتماعية السارة التي يشارك فيها الفرد، كما أن التدريب على الاسترخاء، يساعد على تقبل الأحداث غير السارة.
ولا يؤثر كثيرا عدد الأنشطة السارة التي يقوم بها الفرد على مدار الأسبوع على نوعية الحياة والسرور سواء كانت نشاطين يوميا أو عشرة.
ومن الممكن عمل برنامج لزيادة السعادة بعمل جدول لعشرة نشاطات إيجابية يومية، تستطيع القيام بها ، مع زيادة النشاط الاجتماعي بوجه عام واحصاء المجموع الكلي في نهاية اليوم وقياس الحالة المزاجية والشعور بالرضا عن الحياة والسرور. وطالما كانت هذه الأنشطة الممتعة غير ضارة بالنفس أو بالأخرين، ولا تعتبر انتهاك للقانون أو الأخلاق ومادامت تجعل من الناس سعداء فمن الممكن ممارستها دون أي مشكلة،
وينبغي أن تتناسب الأنشطة الممتعة المختارة مع الجدول اليومي أو الأسبوعي لنشاط الأسرة فلا يتسبب نشاط مثلا في تقليل الوقت الذي يقضيه الفرد مع أسرته.
تحسن الظروف المادية:
وليس شرطا لكي يكون المرء سعيدا أن يكسب نقودا أكثر، ويشتري المنازل، والسيارات، ربما يكون الأغنياء أسعد نوعا ما من الفقراء في نفس الدولة، ولكن ليس كثيرا. وإذا تحسنت الظروف الاقتصادية للجميع ينشأ أحيانا انخفاض في الشعور العام بالرضا . وليس هناك علاقة قوية بين السعادة والرفاهية عند المقارنة بين الدول المختلفة. كما يعتمد الشعور بالرضا عن الدخل على المقارنات التي تعقد مع دخل الآخرين أكثر من اعتمادها على الدخل الفعلي للفرد نفسه  وفي الواقع فإن الناس غالبا ما تريد دخل أكبر من الآخرين. وكثيرا ما يشعر الفرد بقدر أكبر من الرضا إذا أصبحت أموره أفضل مما كانت عليه في الماضي بل وأحيانا إذا كان التغيير المادي كبير جدا كانت تأثيراته أقل إيجابية، على نحو ما يظهر بالنسبة للفائزين في المراهنات واليانصيب.
وربما لا تكون الدرجة الأعلى من الشعور بالرضا عن الحياة التي تميز الأغنياء راجعة إلى إنفاق مزيد من المال، فقد تكون بسبب أن لديهم وظائف أكثر إرضاء، أو أنهم يقضون وقت فراغهم في حالة أعلى من النشاط، أو أن لديهم شبكات علاقات اجتماعية أفضل أي ليس المال وحده سبب السعادة.
ورغم هذا، فلا ينكر أحد  أن الأشياء التي يمكن أن تشتري بالمال قد تؤثر على السعادة. فمن الجميل للزوجين الشابين أن يكون لهما بيت مستقل، وقد يكون قضاء الإجازات مفيد، وكذلك ملكية السيارة تزيل الكثير من العناء في المواصلات، وعلى هذا فليس هناك تناسي لدور الأشياء المادية في الحياة.
            ويبقى السؤال مرة أخرى إلى أي مدى ممكن زيادة الأحساس بالسعادة وجعلها تدوم لفترات أطول من ولا تكون مجرد تغيير في الحالة المزاجية نتيجة ممارسة نشاط ما إيجابي، هذا ما سوف نتحدث عنه في المقال القادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق